مسعود سواري
عـربـي فـارسـی English

لما كنا اطفال كنا عاجزين عن التمييز بين الأحلام والواقع. مثلاً كنا نحلم أن نملك أجنحة كأجنحة الطيور. كي نطير ونحلق في السماء. نحن نحب الطيران ونحب أن نصل إلى ما نحب بأسرع وقت. نحن نحب السرعة. لما كبرنا عرفنا بأننا لا يمكن أن نملك أجنحة. هذا مجرد وهم وحلم من أحلام الطفولة. نحن نملك هذا الجسم. رأس في الأعلى ، يدان في الأطراف ورجلان في الأسفل. نحن يمكننا أن نقف أو نمشي أو نركض.

ولكن بقي في داخلنا حب الطيران والسرعة. كي نطير من واقعنا المر ونمضي بسرعة نحو مكان آمن وخالي من الألم. ألم الفراغ ، ألم الحرمان ، ألم الخيانة ، ألم التبعيض ، ألم الوحدة. نحن بسبب حبنا للطيران والسرعة، صنعنا الطيارة والسيارة والقطار والسفينة. ولكن هذه الوسائل مهما كانت حديثة ومتطورة الا إنها غير قادرة على نقلنا إلى مكان آمن خالي من الآلام.

طالما نتنفس الهواء وطالما أحياء ، الآلام لا تفارقنا. نحن مضطرين لنتعايش مع آلامنا ولنتقبلها ولنتكيف معها. اجسامنا خلقت لهذا الغرض. بالأجسام التي نمتلكها ومن دون أجنحة، يمكننا أن نتجاوز آلامنا.

كي نتجاوز الألم بالأول علينا أن نحس به من خلال هذا الجسم. علينا أن نتعلم كيف نحس بالألم وكيف نتجاوزه. إذا تعلمنا تجاوز الآلام عندئذ سندرك بأننا لسنا بحاجة إلى أجنحة. لسنا بحاجة للطيران والهروب من الألم. كل ما نحتاجه هو لمس الألم والإعتراف به والسماح له كي يخرج منا. أجسامنا صممت وهي بالفعل مناسبة لهذه الحياة دون الحاجة للأجنحة والطيران.